للسنة الثالثة نلتقي من مختلف البلدان العربية ومن مختلف المشارب، في منتدى عبدالرحمن النعيمي “أبو أمل” فكما جمعنا أبو أمل برفقته وصداقته وهو حي، فهو يجمعنا وهو ميت، لكن المناضلين لا يموتون وليس ذلك لإحياء ماضي مضى وإنما لإحياء أفكار وممارسات ومبادئ كرس المناضل عبدالرحمن النعيمي حياته من أجلها، وتستمد قوتها وسموها من راهنيتها وتعلقنا بها جميعاً.
كان المنتدى الأول مكرس لذكرى وفاة أبو أمل وتناول الأفكار والقضايا التي نادى بها، الوطنية والعربية والأممية. ومع نجاح المنتدى في دورته الأولى في جمع مناضلين ارتبطوا بالنعيمي في حياته، فقد ولدت فكرة تحويلة إلى منتدى فكري، يعقد كل عام في بيروت عاصمة المقاومة والحرية والفكر، وهكذا كان، فكرست الدورة الثانية لموضوع هام وهو “الهوية العربية بين الوحدة والتشظي”، والذي شهد زيادة في الحضور، كماً ونوعاً وتطوراً في أوراق العمل.
وبالنسبة لهذه الدورة فقد عملت اللجنة التحضيرية منذ ستة أشهر على اختيار موضوع “آفاق التحولات بعد الربيع العربي” إيماناً منا أن الربيع العربي الذي هبت رياحة من تونس الخضراء لتجتاح كل الوطن العربي من المغرب حتى البحرين، لا زالت تفاعلاته قائمة، وأنه يتوجب على مفكري ومثقفي الأمة الانكباب على دراسة هذه التجربة التي لا سابق لها في تاريخنا المعاصر من حيث شموليتها وعمقها، من خلال النقد والتمحيص ومن أجل الإسهام إيجابياً فيها.
وقد راسلت اللجنة التحضيرية العديد من المفكرين والمثقفين وحددنا المحاور، ونحن شاكرين للذين وفوا بالتزاماتهم في كتابة الأوراق وإن كانت متأخرة، ونعتب على الأخوة الذين وعدوا ولم يوفوا بوعودهم. كما نشكر جميع من لبوا الدعوة على حسابهم وعلى حساب وقتهم.
الحفل الكريم،،
نتفق أن لا بد من تحويل منتدى عبدالرحمن النعيمي إلى مؤسسة ثقافية مستقلة، ذات شخصية اعتباريه، ولذى سيتقدم مجموعة من أصدقاء عبدالرحمن النعيمي إلى تسجيل المنتدى رسيماً والأرجح في عاصمة الحرية بيروت، كما ستجري مشاورات لاحقاً لاختيار مجلس أمناء لمنتدى عبدالرحمن النعيمي حتى نضمن الاستمرارية والتطور.
باسم اللجنة التحضيرية نشكركم جميعاً والدعوة بالتوفيق في سير أعمال المنتدى بنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
عبدالنبي العكري
18 ديسمبر 2015