كلمة تنسيقية منتدى عبدالرحمن النعيمي الفكري الرابع

فندق جولدن توليب ـ الحمراء ـ بيروت ـ 16 ديسمبر 2016

 

الأخوات والإخوة أصدقاءَ ورفاقَ المناضلِ عبدالرحمن النعيمي

الأعزاء المشاركين في منتدى النعيمي الفكريِّ الرابع

حضورَنا الكريم، أسعدَ الله صباحَكم بكل خير

يأتي هذا المنتدى في دورته الرابعةِ، بعد أن قرر رفاقُ وأصدقاءُ المناضلِ عبدالرحمن النعيمي تأسيسَه في سبتمبر 2011م، وذلك بعد رحيلِه عنا جسداً وبقىَ معنا فكراً وموقفاً، حيث عقد المنتدى ثلاثةَ لقاءاتٍ في الأعوام 2013 و 2014 و2015 في بيروت، الأول ركز على تراثِ النعيمي السياسيِ والفكريِ والنضاليِ ومواقفِه من الأوضاعِ السياسيةِ في البحرين وعمومِ الوطنِ العربي، وبالأخصِّ القضيةَ الفلسطينية، واللقاءُ الثاني ركز على الهويةِ القوميةِ والوطنيةِ والهوياتِ الفرعية، والثالثُ حولَ آفاقِ التحولاتِ في ثوراتِ الربيعِ العربيِ وتداعياتُها.

شارك في هذه المنتدياتِ نخبةٌ من المفكرينَ والسياسيينَ العربُ ورفاقُ دربِ النعيمي حيث قدموا أوراقَ عملٍ قيِّمةٍ أَثرتْ أهدافَ المنتدى في تقديمِ قيمةٍ مُضافَةٍ في الواقعِ العربيِّ فكريًّا وسياسيًّا.

وقد قرر المنتدى أن يعقدَ لقاءَه الرابعَ تحت عنوان “الاحترابُ الطائفيُّ ومستقبلُ الدولةِ الوطنيةِ في العالمِ العربي” حيث تهدف هذه الدورةُ للتعمُّقِ في مُعضِلَةِ الجذورِ التاريخيةِ للطائفية، وبذورِ دولِ الطوائفِ التي تأسست في تاريخِنا العربيِّ منذُ ما بعدَ عصرِ الخلافةِ الراشدية، وعلاقةِ نظمِ الاستبدادِ لتعزيزِ الظاهرةِ الطائفيةِ سياسياً وثقافةً وقيماً وسلوكياًّ، لِنتوصَّلَ إلى نتيجةٍ مؤسفةٍ تتمثلُ بأن الظاهرةَ الطائفيةَ قد تحولت من ظاهرةٍ إلى واقعِ اصطفافٍ وانشطارٍ واحتقانٍ طائفيٍّ كمقدماتٍ لمرحلتِنا الراهنةِ التي وصلت إلى “الاحترابِ الطائفيِّ والاثنيِّ والعرقيّ” في بعضِ الدولِ العربيةِ كالعراقِ واليمنِ وسوريا وليبيا، واحتقانٍ طائفيٍّ ومذهبيٍّ وعرقيٍّ يزداد سوءًا وخطورةً في بلدانَ عربيةٍ أخرى، حيث تهيمن الهوياتُ الفرعيةُ على الصراعِ من القبليةِ والمناطقية، كما في ليبيا، الأمرُ الذي سيؤدي إلى تفتيتِ وانشطارِ الدولةِ الوطنيةِ العربيةِ بغضِّ النظرِ عن مضمونِها الاجتماعيِّ والسياسي، سواءٌ كانت دكتاتوريةً استبداديةً أو عسكريةً أو ديمقراطيةً شكليّة، ولكن في المحصلةِ النهائيةِ فإن الاحترابَ الطائفيَّ في هذه الدولِ قد يؤدي إلى انتهاءِ حتى الدولة القُطريَّةِ الوطنيةِ بعد أن كنا نحلمُ في المراحلِ السابقةِ بالدولةِ أو الأمَّةِ العربيةِ الواحدة، لنصبحَ راهنًا أمام الحالةِ الطائفية، نخشى من انتهاء الدولةِ القطرية. إن هذا التراجعَ الكبيرَ يتطلبُ حقاً بحثاً عميقاً في المآلاتِ التي قد نصلُ إليها كأمَّةٍ عربية. وعلى أرضيةِ هذه الظواهرِ والنتائجِ فقد قرر المنتدى أن تكونَ محاورُ أوراقِ عملِ اللقاءِ الرابعِ على النحوِ التالي:

المحورُ الأولُ ـ الجذورُ التاريخيةُ للطائفيةِ في دولِنا العربية: حيث نطمحُ الحفرَ في التاريخِ والتراثِ لمعرفةِ الحاضرِ من خلالِ تحليلِنا للماضي وعلاقةِ الراهنِ المأساويِ كقفزةٍ نوعيةٍ لتراكماتِه.

المحورُ الثاني ـ دولةُ الطائفةِ في التاريخِ العربي: حيث يطمحُ هذا المحورُ في التشخيصِ والكشفِ عن نماذجَ دولِ الطوائفِ في وطنِنا العربيِّ وإِن كانت مغطَّاةً بتسمياتٍ عائليةٍ وقبليةٍ وقطريةٍ وحزبية، ففي المحصلةِ النهائيةِ فإنَّ جميعَ هذه التقسيماتِ والتسمياتِ القديمةِ والحديثةِ هي تعزيزٌ وتجسيدٌ لمفهومِ الطائفة، أكانت مذهبيةً أو قبليةً أو حزبية.

المحورُ الثالثُ ـ الاستبدادُ وصعودُ الحالةِ الطائفية: حيث نطمح في التعمُّقِ في علاقةِ نظمِ الحكمِ واحتكارِ السلطةِ والثروةِ وغيابُ الديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ تحت كافةِ التبريراتِ والضروراتِ القوميةِ بِخلقِ أرضيةٍ موضوعيةٍ لتوجيهِ المجتمعِ وعلاقاتِه السياسيةِ والاجتماعيةِ والقيميةِ واللاشعوريةِ نحو اللجوءِ للطائفةِ / القبيلةِ / الحزب، كهويةٍ فرعيةٍ بديلًا عن الهويةِ القوميةِ أو الوطنيةِ القطرية.

المحورُ الرابعُ: مستقبلُ الدولةِ الوطنية: في عالمِنا العربيِّ وفي ظلِّ صعودِ الاستبدادِ وهيمنةِ العقلِ والممارسةِ الطائفيةِ سياسياً واجتماعياً وقيمياً، وهل نحن في طريقنا إلى العودةِ لدولِ الطوائفِ والمذاهبِ وانتهاءِ الدولِ الوطنيةِ القطرية؟ أم لدينا الرؤيةُ والاستراتيجيات الكفيلةُ على الأقل للحفاظِ على القطريةِ بعد أن فقدْنا الأملَ ـ مرحلياً ـ في بناءِ دولةِ الأمةِ الواحدة؟

حضورنا الكريم

ختاماً واجبٌ علينا أن نقدمَ عميقَ الشكرِ والتقديرِ لمعدِّي الأوراقِ الرئيسيةِ ومعدِّي الأوراقِ التعقيبيةِ على ترحيبِهم وقبولِهم بإِعدادِ هذه الأوراقِ دون تردد، كما نشكر رؤساءَ جلساتِ هذا المنتدى، والشكرُ موصولٌ إلى جميعِ الحاضرين، متطلعينَ أن تُثمرَ مداخلاتِكم ونقاشاتِكم بنتائجَ ورؤيةٍ مستقبليةٍ لِحاضرِ ومستقبلِ وطنِنا العربي الكبير، شاكرينَ لكم جميلَ الإنصاتِ.. والسلام عليكم.