الأخوات والإخوة رفاقَ وأصدقاءَ المناضلِ عبدالرحمن النعيمي

الأعزاء المشاركين في منتدى النعيمي الفكريِّ السادس

حضورَنا الكريم، أسعدَ الله صباحَكم بكل خير

يأتي هذا المنتدى في دورتِه السادسة، بعد أن قرر رفاقُ وأصدقاءُ المناضلِ عبدالرحمن النعيمي تأسيسَه في سبتمبر 2011 كمؤسسةٍ فكريةٍ عربيةٍ مستقلةٍ، ويهدف المنتدى إلى إقامة لقاءات قوميةٍ وسياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعية لها علاقةٌ بواقعِ وطنِنا العربيِّ الكبير، بعيداً عن الجمودِ العقائديِّ والسياسيِّ، مؤمنين بضرورةِ تجديدِ الفكرِ العربيِّ، مع الالتزامِ بثوابتِ أمتِنا العربيةِ خاصةً تحريرُ كامِلِ ترابِ فلسطينَ وتأسيسِ الدولةِ العربيةِ الفلسطينيةِ الديمقراطيةِ وعاصمتُها القدس، وتحقيقِ حلمِ شعبِنا العربيِّ من المحيطِ إلى الخليجِ في الوحدةِ والتكاملِ والعدالةِ والديمقراطيةِ والحريةِ والمساواة.

 سبق أن عقد المنتدى خمسة لقاءاتٍ منذ عام 2013 ولغاية العام الماضي 2017 على التوالي وذلك في بيروت، حيث ركَّزت على تراثِ النعيميِّ السياسيِّ والفكريِّ والنضاليِّ ومواقفِه من الأوضاعِ السياسيةِ في البحرين وعمومِ الوطنِ العربي، وبالأخصِّ القضيةَ الفلسطينية، كما ركَّز المنتدى على الهويةِ القوميةِ والوطنيةِ والهوياتِ الفرعية، وحولَ آفاقِ التحولاتِ في ثوراتِ الربيعِ العربيِ وتداعياتِها، والاحترابِ الطائفيِّ ومستقبلِ الدولةِ الوطنيةِ في العالمِ العربي، والتوزيع العادل للدخلِ والثروةِ في الوطنِ العربي.

شارك في هذه المنتدياتِ نخبةٌ من المفكرينَ والسياسيينَ والمتخصصين العربِ ورفاقُ دربِ النعيمي، حيث قدموا أوراقَ عملٍ قيِّمةٍ كان لها بالغُ الأثرِ في تعزيزِ أهدافِ المنتدى وفي تقديمِ قيمةٍ مُضافَةٍ في الواقعِ العربيِّ فكريًّا وسياسيًّا واقتصادياً واجتماعياً.

وقد قرر المنتدى أن يعقدَ لقاءَه السادسَ هذا العام تحت عنوان “آفاقُ المساواةِ في النوعِ الاجتماعيِ العربي”،  حيثُ تهدف هذه الدورةُ إلى التعمُّقِ في مسألةِ المساواةِ  بين الرجلِ والمرأة، وذكوريةِ الحياةِ السياسيةِ والحزبيةِ العربية، وذلك بعد أن ركَّز في دوراتِه الخمسِ السابقةِ على مواضيعَ سياسيةٍ وقوميةٍ واقتصادية، لاسيما أن معظمَ ـ إن لم يكن ـ كلَّ ظواهرِ الاستبدادِ السياسيِّ وضعفِ دولةِ المؤسساتِ والقانونِ لها علاقةٌ جدليّةٌ مع ظاهرةِ وموضوعةِ اللامساواةِ بين الجنسين، سواءٌ في التشريعاتِ وسوقِ العملِ أو في البنيةِ الثقافيةِ والفكريةِ والقيميةِ لمجتمعاتِنا العربية.

وعلى أرضيةِ ذلك، فقد ارتأى المنتدى أن تكونَ محاورُ أوراقِ عملِ اللقاءِ السادس على النحوِ التالي:

المحورُ الأول ـ ذكوريةُ الحياةِ السياسيةِ والحزبيةِ في المجتمعاتِ العربية: ويقدم الدكتور محمد مقلد الورقةَ الرئيسيةَ لهذا المحور، والأستاذ رضي الموسوي الورقةَ التعقيبية.

المحورُ الثاني ـ قوانينُ المرأةِ والأسرةِ في الوطن العربي: وتقدم الدكتورة فتحية السعيدي الورقةَ الرئيسيةَ لهذا المحور، والدكتور خالد غزال الورقةَ التعقيبية.

المحورُ الثالثُ ـ تجاربُ عربيةٌ في تغييرِ قوانينِ تكرُّسِ اللامساواةِ الجندرية: وتقدم الأستاذة زويا روحانا الورقةَ الرئيسةَ لهذا المحور، والأستاذة سعدى علوه الورقة التعقيبية.

المحورُ الرابعُ: حالةُ حقوقِ المرأةِ البحرينيةِ في ظل اتفاقيةِ السيداو: وتقدم الأستاذتان فريدة غلام إسماعيل وعائشة بوجيري الورقةَ الرئيسيةَ لهذا المحور، والأستاذة لورا صفير الورقةَ التعقيبية.

حضورَنا الكريم، أعضاءَ المنتدى وجميعَ المشاركين.. 

يأتي موضوعُ مساواةِ المرأةِ وحقوقِها وذكوريةِ الأحزابِ القوميةِ واليساريةِ العربيةِ ليصادفَ مع مشاركةِ ضيفةِ شرفِ هذا المنتدى المناضلةُ الدكتورة نبيلة منيب، الأمينً العامُّ للحزبِ الاشتراكيِ الموحدِ المغربي، والتي تُعَدًّ أولَ امرأةٍ تقودُ حزباً في المغرب، وذلك وسطَ مشهدٍ سياسيٍّ يضم أكثرَ من 30 حزباً، حيث تم انتخابُها أميناً عاماً للحزبِ الاشتراكيِ الموحَّدِ عام 2012، وتمكنت من الاحتفاظِ بمنصِبِها القياديِّ في الحزبِ لمدةِ ستِّ سنواتٍ قادمة، وذلك خلال اجتماعِ المجلسِ الوطنيِّ الأولِ للحزب والذي عقد في الثالثِ من فبراير عام 2018.

والحزبُ الاشتراكيُ الموحدُ المغربيُ هو حزبٌ يساريٌ مستقلٌ في اختياراتِه وتدابيرِه عن أجهزةِ الدولة، ويتبنىَّ الاختيارَ الاشتراكيَ في كلِّ اجتهاداتِه وأبعادِه التحررية والديمقراطية والإنسانية، منحازاً لمصالح الوطنِ العليا ولحقوقِ الكادحاتِ والكادحين وكافةِ المتضررين من أوضاعِ الظلمِ المستمر، مدافعاً عن قيمِ الحداثةِ والمواطنةِ والتقدمِ العلمي والعقلانية، ويتمثل الهويةَ الوطنيةَ على قاعدةِ الأسسِ المكوِّنةِ لها والتي تعيش تفاعلاً وتكاملاً بين أبعادِها المتنوعةِ والغنيةِ الإسلاميةِ والعربيةِ والأمازيغية، كهوية منفتحة على قيم العصر التقدمية، ومبنية على التسامح والتعايش والحرية، ويعتبر هذا الحزبُ أولَ حزبٍ مغربيٍ ينظم الحقَّ في الاختلافِ ويضمنُ تشكيلَ التياراتِ وتمثيلِها في الجهازِ التقريري، مثلما صاغ مدونةَ سلوكٍ يلتزمُ بها أعضاؤه.

والدكتورة نبيلة منيب هي سياسيةٌ مغربيةٌ يسارية، وأستاذةٌ جامعيةٌ بكلية العلوم بالدار البيضاء. بدأت الدكتورة نبيلة مسارَها السياسيَ في فرنسا أثناء تحضيرها للدكتوراه عام 1985، حيث برزت كمناضلةٍ في إطار الطلبة الديمقراطيين، وفي صفوف منظمة العمل الديمقراطي الشعبي برئاسة المناضل محمد بن سعيد آيت إيدر، والتي أصبحت بعد الاندماج مع مجموعة من الأحزاب والتشكيلات اليسارية، الحزب الاشتراكي الموحد. هذا الأخير هو الآن جزءٌ من تحالفٍ اسمه فيدرالية اليسار الديموقراطي، والدكتورة نبيلة منيب هي المنسقة لهذا الإطار الجبهوي الواعد في الساحةِ المغربية.

مرحبين باسمكم جميعاً بالمناضلة الدكتورة نبيلة منيب، والتي ستلقي كلمتَها كضيفةِ شرفِ منتدى عبدالرحمن النعيمي الفكري لهذا العام، لتجسدَ دورَ وقدرة َ المرأةِ في قيادةِ العملِ السياسيِ العربي بكفاءةٍ عاليةٍ وروحٍ نضاليةٍ صلبة. 

ختاماً واجبٌ علينا أن نقدمَ عميقَ الشكرِ والتقديرِ لمُعدِّي الأوراقِ الرئيسيةِ ومُعدِّي الأوراقِ التعقيبيةِ وعلى ترحيبِهم وقبولِهم بإِعدادِ هذه الأوراقِ دونَ تردُّدٍ وهم نخبةٌ فكريةٌ من نساء ورجال ناشطات وناشطين ومتفاعلين ومهتمين بقضايا حقوق المرأة عامة، وحقها في المساواة مع الرجل كإنسانه منخرطة في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي. كما نشكر رؤساءَ جلَساتِ هذا المنتدى، ونخص بالذكر الأخ معن بشّور والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، على رعايته الكريمة واحتضانه لهذا المنتدى.  والشكرُ موصولٌ إلى جميعِ الحاضرين، متطلعينَ أن تُثمرَ مداخلاتِكم ونقاشاتِكم بنتائجَ ورؤيةٍ مستقبليةٍ لِحاضرِ ومستقبلِ وطنِنا العربيِّ الكبيرِ في تحقيقِ العدالةِ الاجتماعيةِ والمساواةِ والحريةِ والديمقراطيةِ والوحدة، شاكرينَ لكم جميلَ الإنصاتِ.  

والسلام عليكم.

 اسمحوا لي الآن أن أرحب من جديد بالدكتورة نبيلة، ويسعدني أن أتوجه إليها بالدعوة لإلقاء كلمتها في افتتاح جلسات هذا المنتدى، فلتتفضل مشكورة.