الوسوم

, , , ,

كلمة راعي المنتدى، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، الأستاذ معن بشور.

(( إنه لشرف عظيم لنا في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن أن تختارنا تنسيقية منتدى عبد الرحمن النعيمي الفكري في البحرين للتعاون معها في إعداد هذه الندوة – المؤتمر حول “آثار  التطبيع على فلسطين والبلاد العربية ” في إطار تكريم سنوي يحرص رفاق (أبي  أمل) وإخوانه في البحرين والوطن العربي أن يقيموه له.

وأنها لسعادة بالغة للبنان ، واحة الحرية والحوار أن يستقبل في عاصمته بيروت، عاصمة العروبة والوحدة والمقاومة، هذا العدد من النخب البحرينية التي لم تأت لتكرم مناضلاً كبيراً راحلاً كعبدالرحمن النعيمي فحسب، بل  لتؤكد كذلك للبنان عموماً ، ولبيروت خصوصاً، مكانتهما لدى أبناء أمتهم العربية، لا سيمّا في البحرين ودول الخليج والجزيرة العربية الذين يعيشون معاناة اللبنانيين ويحرصون على إبداء التضامن الأخوي معهم في محنتهم وفي مواجهة ما يحاك لبلدهم من مؤامرات ومخططات تستهدف إطفاء شعلة النور التي يحملها لبنان وسط ظلام دامس يخيم على الوطن الكبير….

ومن الطبيعي أن تختار تنسيقية منتدى عبد الرحمن النعيمي بيروت مركزاً لندوتها السنوية التي توقفت لعامين بسبب الوباء الخبيث، فهي ندرك تماماً ماذا كانت تعني بيروت لأبي أمل ، كطالب في مدارسها وجامعاتها، وكمناضل في صفوف مناضليها القوميين العرب، وكمنفي سياسي عن بلاده كانت بيروت، كما دمشق، تحتضانه في الظروف الصعبة تقديراً لنضالاته ونقائه وتمسكه بالمبادئ والثوابت التي نشأ عليها..

فبين بيروت وعبد الرحمن النعيمي شبه كبير، فكلاهما يمثل روح الانفتاح والحوار والالتزام بحرية الشعوب وحقوق الإنسان والقضايا العادلة وفي المقدمة منها قضية فلسطين التي نرى في منتدانا اليوم انتصاراً خليجياً عربياً لبطولات شعبها وتضحيات شهدائها الذين يرتقون في مواجهات يومية مع الاحتلال … بل فلسطين التي طالما حركت مناضلاً كبيراً كعبد الرحمن النعيمي حينما كان طالباً في بيروت، أو ثائراً في ظفار، أو مقيماً في عدن ودمشق، أو قائداً سياسياً في البحرين يقود مع رفاقه في”جمعية وعد” والجمعيات الوطنية المماثلة حراكاً عروبياً تقدمياً ديمقراطياً لا يشكل حلاً لما تواجهه البحرين من مشكلات وأزمات، بل ما يواجهه وطننا العربي في كل أقطاره.

فبمقدار ما نعتز بانعقاد هذه الندوة باسم عبد الرحمن النعيمي، وفي المدينة التي أحبته وأحبها، نعتز بموضوع الندوة الذي يأتي تعبيراً عن إدراك منسقي الندوة بأن مواجهة التطبيع من المحيط إلى الخليج تشكل مهمة جامعة للنضال العربي والإسلامي المعاصر، وتتكامل مع فكرة المقاومة بكل أشكالها التي نراها في فلسطين وأكناف فلسطين.

ولقد كان توقيت هذه الندوة توقيتاً موفقاً لأنه أتى في أجواء حدث عالمي تتوجه أنظار مئات الملايين من سكان العالم نحوه وهو مونديال 2022 في قطر المجاورة للبحرين، حيث تحوّل إلى مونديال العروبة وفلسطين بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. لا سيّما في ظل تألق منتخب المغرب والمنتخبات العربية المتأهلة للمونديال والذي رافقه تألق آخر هو تلك العلاقة الحميمة بين اللاعبين ومشجعيهم العرب والأجانب، في الدوحة، كما في كل أقطار الأمة ومع أحرار العالم .

فما جرى  في الدوحة من إعلان صريح عن عروبة الأمة، رغم كل ما واجهته العروبة من محاولات تشويه وتزييف، وعن تمسك الأمة بفلسطين رغم كل المؤامرات والمخططات والأتفاقيات     “الابراهيمية” هو أكبر هدية يمكن أن نقدمها لعبد الرحمن النعيمي ولأمثاله من كبار المناضلين ومن مئات آلاف الشهداء الذين أدركوا إن كل نضالاتهم لم تذهب هدراً، وأن رهاناتهم على حقيقة مشاعر الأمة والتزامها بهويتها ووحدتها وقضيتها المركزية في فلسطين لم يكن رهاناً خاسراَ.

وكلي ثقة أن الأوراق التي سيقدمها إلى هذا المؤتمر – الندوة من مناضلين وباحثين وخبراء حول أثار التطبيع على فلسطين والبلدان العربية ستكون مشاعل لنا تضيء طريقنا في معركتنا الطويلة لإسقاط التطبيع اليوم ثم لإسقاط الكيان الغاصب المؤقت بعد حين…

وإذا كان لنا أن نختار في مواجهتنا للمشروع الصهيوني من عناوين برنامج المواجهة فهي مقاومة  الاحتلال في فلسطين وأكناف فلسطين، ومناهضة التطبيع على إمتداد وطننا العربي وعالمنا الإسلامي، ومقاطعة العدو، وسلع العدو، وبضائع العدو، على إمتداد العالم المستعد لمواجهة كل نظام فصل عنصري كما كان الأمر مع موقف العالم من النظام العنصري  في جنوب أفريقيا …

وفي الختام أجدد شكركم لتحمل الكثيرين منكم أعباء السفر إلى بيروت، رغم كل التعقيدات  المتصلة بها، ولكن لا شيء يكرّم عبد الرحمن النعيمي بعد سنوات على رحيله مثل إقامة هذه الفعالية في بيروت، ولا شيء تعتز به بيروت مثل أن ترى أخوات وأخوة أعزاء من أهل البحرين في رحابها…

وشكراً لأصدقاء عبد الرحمن وقادري عطائه النضالي والفكري حضورهم معنا في هذه الندوة – المؤتمر وحول هذا الموضوع الحساس عن التطبيع)).